اقتصاد يمني نُشر

العسل اليمني.. ثروة تواجه تحديات البقاء!!

 

هو أحد المنتجات اليمنية التي اشتهرت بها بلادنا على مستوى العالم بكله, جودة نادرة تميز بها عن غيره من العسل الذي ينتج في أنحاء متفرقة من العالم, كونه طبيعي.

بداية تحدث إلينا الدكتور محمد عبد العزيز الحميري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشفاء للعسل والأعشاب والزيوت الطبيعية عن مميزات العسل اليمني الذي ينفرد بها, فقال: العسل اليمني يتميز بالعديد من المميزات الفريدة, وهي:

الميزة الأولى: أن النحال اليمني لا توجد لديه مزارع, أي أن النحلة لا زالت تسلك سبل ربها ذللا, تمشي حيث تشاء بعكس النحل في الدول الأخرى التي أوجدت لها مزارع خاصة بها.

الميزة الثانية: أن النحال اليمن لا زال  يستخدم الآلة التقليدية في عملية دبس العسل فيأخذ منتجات النحلة الستة المعروفة كاملة, وهي: العسل, غذاء الملكة, حبوب اللقاح,  سم النحل, صمغ النحل والشمع, فهذه المكونات الستة التي تنتجها النحلة هي موجودة كاملة في العسل اليمني, بينما في الدول الأخرى يقومون بعملية فصل تلك المكونات كل واحدة على حدة؛ فلا يبقى بالتالي سوى العسل فقط, وقد وصف الله سبحانه وتعالى العسل بمكوناته الستة بالشراب ولم يصفه بالعصير قال تعالى:( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس).

الميزة الثالثة: اليمن غنية بالأعشاب الطبية المختلفة, فتأكل المنحلة من تلك الأعشاب فبالتالي يكثر تعدد منافع العسل في اليمن.

الميزة الرابعة: أن الله تعالى ذكر في محكم كتابه: متحدثا عن اليمن بصفة مملكة سبأ قال تعالى:

( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له  بلدة طيبة ورب غفور* فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل).

هذا السدر القليل هو الذي يميز العسل اليمني, فعسل السدر نكهته نادرة وفاعليته كبيرة, ومعروف أن المميزات الأساسية في العسل أربعة: طعم ورائحة ولون وسماكة, وعسل السدر اليمني يتميز بهذه المميزات الأربع.

وعن نوعيات العسل قال الحميري بأن أنواع العسل كثيرة ومتعددة, فهناك عسل السدر, وهو أنواع كثيرة, وعسل السمر وهو أنواع متعددة, وهناك عسل الزهور وهو ما يسمونه عسل المراعي, وهناك عسل الظبا وعسل الصوربة وغيرها.

 

فيما أكد توفيق صالح المعمري - مدير المركز الدولي للعسل والتمور والمنتجات الطبيعية- أن حركة العمل في مجال بيع وتسويق العسل يتحسن من عام لآخر فله مستخدموه سواء من داخل اليمن أو من خارجه لا سيما من دول الخليج العربي نظرا لسمعته الطيبة وفوائده المتعددة التي اشتهر بها منذ قرون طويلة.

وقال: إن مواسم العسل تختلف من نوع لآخر في شهور السنة, فالسدر مثلا موسمه شهر نوفمبر من كل عام.

وأشار إلى أنه يصدر العسل إلى عدد من الدول منها: السعودية, البحرين, ماليزيا, قطر, الكويت, وأنه يزاول التصدير منذ ما يقارب من 15 عاما, غير أنه منذ 1-1-2013م فتح مركزين في العاصمة صنعاء وينوي التوسع في عدد من المحافظات.

ولفت إلى أن أكثر زبائن العسل هم من اليمن على وجه الخصوص, وأن أسعار العسل في اليمن لا تختلف عن أسعاره في حال.

وأوضح أن العمل في مجال تجارة العسل يواجه العديد من الصعوبات متمثلة في عملية الغش وعدم الرقابة على بيع وتسويق العسل سواء من وزارة الصناعة والتجارة أو الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس أو من مجلس الصادرات اليمنية, حيث توجد العديد من محلات العسل التي تمارس عملية الغش, بدءا من النحال وانتهاء ببيع وتسويق العسل, وتلك مشكلة تسيء إلى سمعة العسل اليمني وإلى منتجات بلادنا بشكل عام.

وأوضح أن الاستثمار في هذا المجال مجد جدا؛ إذا ما تم عمل ضوابط لهذا الاستثمار وتفعيل الرقابة على عملية بيع وتسويق العسل, ومن أهم ذلك منع استيراد العسل الخارجي الذي يأتي في براميل, ويجب تشجيع العسل اليمني وتربية النحل وتقديم كل أشكال الدعم للنحالين.

إلى ذلك كشفت إحصائيات رسمية أن إنتاج اليمن من العسل بلغ خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نحو 5 آلاف طن سنوياً، بقيمة 13 مليار ريال (80 مليون دولار). 

ولفتت بيانات صادرة عن وزارة الزراعة والري, إلى أن السوق الخليجية تستقبل من المنتج اليمني من العسل الفاخر بكميات تصل إلى نحو 500 طن سنوياً وبقيمة إجمالية تقدر بنحو 13 مليون دولار, وتوقعت الدراسة زيادة مضطردة للكميات المصدرة إلى هذه السوق نظرا لزيادة حجم الطلب على العسل اليمني ـ المشهور بجودته ـ من قبل المستهلك الخليجي. 

يذكر أن عدد النحل في العالم ثلاثة أنواع:

كبيرة وتوجد في أمريكا.

متوسطة وتوجد في شبه القارة الهندية ومصر.

صغيرة وتوجد في اليمن, وقد أثبتت البحوث أن النحلة الصغيرة الموجودة في اليمن قادرة على أن تأخذ من الرحيق حتى لو كانت الشجرة صغيرة, بمعنى أن النحلة الصغيرة محورها صغير للدوران في الرحيق الصغير.

 

مال وأعمال/ العدد109

 

 

 

مواضيع ذات صلة :