شارع الصحافة نُشر

إستطلاع : ماذا عن مستقبل الصحافة في اليمن..؟

لا شك أن الصحافة صاحبة الجلالة الوحيدة التي لن تفقد لقبها الملكي في كل زمان ومكان، وفي جميع أنظمة الحُكم على اختلاف أشكالها، فسلطتها تزداد ازدهارا مع ازدهار الديمقراطية وحُرية الرأي والانفتاح على الآخرين دون عقد أو حساسية.

ونظرا لما يتمتع به هذا الموضوع من حيوية بالغة في هذه المرحلة، ونحن على عتبة باب انتخابات فرع نقابة الصحفيين في عدن، قامت "السياسية" باستطلاع آراء أعضاء النقابة وأهل الرأي؛ لنصل إلى أفضل صيغة مُمكنة لحياة صاحبة الجلالة التي تجمع كل تيارات مدارس الإعلام والفكر في بلاطها.

صحافة اليوم والأمس

وكان لقاؤنا الأول مع الصحفي علي يسلم العراشة الذي تحدّث عن حاضرة الصحافة ومستقبلها في اليمن قائلا: "بالطبع هناك فرق كبير بين الصحافة قبل الوحدة وبعد الوحدة، فلو نظرنا إلى الصحافة من الناحية الفنية لوجدنا تطورا كبيرا بالنسبة لوسائل الطباعة وعمل كليشات الصور إلى جانب وجود أجهزة الكمبيوتر والانترنت وآلات الطباعة الحديثة سهّل عملية إخراج الجريدة اليومية أو الأسبوعية، ومكّن هذه الصحف من الظهور بشكل جديد وبكميات لم تستطع أن تصل إليها في الماضي".

مناخ الحُرية أوجد صحافة نوعية

ولدى تطرّقه لنوعية الصحافة بين الماضي والحاضر قال: "هناك فرق كبير، فالصحافة بعد الوحدة حظيت بمساحة كبيرة من الحُرية وظهرت الصحافة الحزبية التي تعبّر عن برامج الأحزاب التي تنتمي إليها، صحيح انشغلت هذه الصحافة بالمعارك الحزبية بين الأحزاب وبعضها إلا أنها أصبحت تنتقد بحُرية وبمسؤولية، وإن كانت بعضها دخلت في خصوصيات الناس، واستخدمت عبارات التجريح الشخصي، وتتهم البعض بدون وثائق وأدلة مادية.

لكن هذا لا يعني أن هناك بعض الصّحف الحزبية والأهلية وحتى الرسمية تتابع قضايا الناس المختلفة، وإن كانت معظم الصحف الحزبية اهتمامها الأول كان منصبّا على الجانب الحزبي".

صحافة تكرر نفسها

أما الصحفية وئام السروري فقالت: "إن الصحافة الرسمية أو الأهلية وحتى الحزبية تكرر الأخبار نفسها، وأحيانا –للأسف- المقالات نفسها، ولعلّ بعض الصحف الرسمية أو الأهلية تحاول الخروج من هذا الإطار المفروض عليها بتنويع مواد النشر وإفراد مساحة كبيرة للسياسة الخارجية، ومساحة كبيرة لكل ما يتعلق بشؤون المرأة والنواحي الثقافية والأدبية".

تخفيف الرقابة أوجد صحافة محترمة

الصحفي جمال مرعي قال: "بعد أن اتجهت الحكومة إلى منح الحرية للصحافة وتخفيف الرقابة عليها بدأت الصحف تأخذ شكلا جديدا، واختلفت نوعية ما تنشره، وانطلقت فرق المنافسة الحقيقية بين الصحف، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا كله أن زاد توزيع الصحف، ووصل إلى أرقام لم يكن يتصوّرها أو يتوقعها أحد، ولم تعد الصّحف نسخة واحدة كما كانت من قبل، بل أصبح لكل صحيفة شخصيتها".

وفي ردها على الهدف من إصدار قانون تنظيم الصحافة بعد الوحدة، أفادت الصحفية أمل أغبري بـ"أن الهدف من تنظيم الصحافة هو أن معظم الصحف كانت فقط حكومية تحتكرها الدولة قبل الوحدة، أما اليوم فالقانون أعطى الحق للأحزاب أو حتى للأفراد والمؤسسات الاعتبارية حق تأسيس صحف في إطار المناخ الديمقراطي والتعددية السياسية، وإفساح المجال للصحافة لأن تُسهم في عملية التنمية والإصلاح والتنوير وغرس قيم المحبّة والوئام".

ماذا عن حدود وحُرية الصحافة؟

وحول حدود حُرية الصحافة، قال الصحفي أنيس عبدالله محسن: "إن حُرية الصحافة في رأيي هي التعبير عن كل ما يتعلق بشؤون البلد دون أي تدخّل من أي جهة، وفي الوقت نفسه أن تُعطي الصحافة الفرصة لكل من يتعرّض للنّقد أن يدافع عن نفسه، وأن يقول رأيه، وبهذا يمكن أن تصبح الصحافة مرآة حقيقية صادقة تعكس رغبات الجماهير، وتعبر عن آمالهم".

هل حُرية الصحافة مجرد حُرية النقد؟

الصحفي نبيل فرتوت أوضح "أن حُرية الصحافة هي حُرية التوجيه وقيادة الرأي العام بأسلوب موضوعي يراعي أولا وأخيرا مصلحة الوطن، وليس من شك أنه عند ما رفعت الرّقابة عن الصحف بعد الوحدة خلافا لفترة التشطير حيث كانت هناك رقابة شديدة تتحكّم أو تتدخّل في كل صغيرة وكبيرة تنشر في الصحافة، وهذا بالقطع أثّر تأثيرا عميقا على طريقة التفكير التي يمارس بها الصحفيون عملهم، كذلك أثّر على طريقة عرض الأخبار والمقالات والتعليقات السياسية، وحتى على التحقيقات الصحفية".

الصحافة التي نريدها؟

في إجابته عن سؤالنا: ما هي الصحافة التي نريدها؟ قال الصحفي هاني أحمد: "الصحافة التي نريدها يجب أن تخضع للمعادلة التالية: حُرية مسؤولة + مصداقية + حيادية، ووعي القارئ، وهو أعلى أشكال الرّقابة الصحفية إلى جانب الوعي المؤسساتي الوطني وضمير الصحفي".

وأضاف: "نريد صحافة تنتقد بموضوعية ومسؤولية لا تدخل في بيوت الناس، وخصوصياتهم، وتبتعد عن التجريح وتتوخى الدلائل والوثائق فيما تنشره، وتبتعد عن التأويل، صحافة وطنية تُسهم في التنمية وفي حل تعقيدات البناء الاجتماعي، وتُسهم في المجال المعرفي، وتنشر الثقافة، وتحمي المرأة وحقوقها، وتُرسي مداميك التقنية الحديثة، وتكون لها مُساهمة واعية في ثورة المعلومات، وفي الوقت نفسه تضع الخُطط الصحفية لدحض سموم الإعلام المعولم، وجذب القارئ اليمني إلى قراءة الصحافة الوطنية".

لا مجال للصحافة المبتذلة

الإعلامي والصحفي في إذاعة عدن أحمد صالح ربيع قال: "إننا نعوّل على المؤتمر الانتخابي لنقابة الصحفيين - فرع عدن الوقوف أمام أخلاقيات العمل الصحفي، وعلى الصحافة الرسمية والحزبية والأهلية. فهناك بعض الصحف تُغازل الفاسدين ومسؤولي الأحزاب أو الدول المُعادية حتى يتركوها جُثّة هامدة، مثل هذه الصحافة المبتذلة التي تستغل حُرية الصحافة كيف يمكن تقييم سلوكها، وما دور نقابة الصحفيين أمام هذه السلوكيات التي لا تمُت بصلة لأخلاقيات الصحافة".

مهام ماثلة أمام الصحفيين

الصحفي عوض مبجر في تقييمه لأداء نقابة الصحفيين في عدن أكد على ضرورة تشبيب (من الشباب) قيادة فرع النقابة، وضخ دماء جديدة لانتشال وضعية النقابة، وتفعيل نشاطها في عدن؛ لأن هذه مهام ماثلة أمام النقابة تتعلق بحقوق الصحفيين وتأهيلهم وتحفيز المبدعين منهم والدفاع عن حقوقهم في الحصول على عقود عمل مع المؤسسات الصحفية المختلفة لتأمين استقرارهم الوظيفي، ومنحهم رواتب مُجزية، والتركيز على تثبيت النظام المؤسسي للصحف الأهلية والحزبية التي تُسهم في تعزيز حقوق الصحفي في العيش الكريم".

الصحفي محمد عبدالرحمن طالبَ المؤتمر الفرعي لنقابة الصحفيين بالوقوف أمام الصّحف والأجهزة الإعلامية التي تروِّج للإعلانات الاستهلاكية وتظهر المرأة في الإعلان كسلعة استهلاكية ينقص من كرامتها، وأن يقف أمام نشر الإعلانات المضرّة بالوطن، والعمل على إيجاد مفهوم للإعلان الذي ينبغي نشره، بحيث لا يروّج لبضائع مضرّة أو فاسدة، وأن يعمل على نشر الإعلانات الإرشادية والأخلاقية التي تغرس قيم الخير والحفاظ على الإنسان والبيئة.

عن السياسية

 


 

مواضيع ذات صلة :